viernes, agosto 03, 2018

الخطاب الجامع للحطب

الخطاب الجامع للحطب
مصطفى منيغ
لم يعد للصمت عشاق ، فزمن مصارحة الشعب بالحق دق، لتتعالى فوق ألأجساد أعناق ، لن يخشى أصحابها بعد الآن تهديد الغرق ،إن تَرَفَّعوا مبتعدين عن تصفيق النفاق ،وتحولوا لتطبيق الوعي مواقف تَحذِفُ ذُلَّ ما سبق.
... طبعاً الخطاب المُرتقب سيدر الرماد علي رؤوس لم يعي الملك جيداً أن أصحابها يتقنون المعاملة وفق الظرف المُعاش أما ضمائرهم مَلَّت الانحناء لمخلفات السراب والشرب من سائل مخدر وعت بمفعوله العقول وقد رأت بعد 19 سنة أن التلاحم مع الشعب هو الأصل وما عدا ذلك يدخل في ماضى كان بلا مستقبل على نفس نهج ما مَرَّ سيكون بما سيُطيَّق .
... لم يصبر شعب على فساد حكامه كما صبر الشعب المغربي رغم حقه المسلوب، ولم تصمت أمة أهان مَن اختبأ وراء إمارة المؤمنين الإسلام كما صمتت في هذا الحيز الترابي المنكوب ، ولم تتعنَّت بالقهر والجور والتبذير وسوء التدبير والنهب والتسيب "قلة" في دولة بشطرها التنفيذي المدني في الألفية الثالثة كما هو حاصل الآن في هذا البلد الذي على ضَيْعَةِ مخلوق واحد محسوب ، ترى ما الباقي أن يقذف بمن خلقتهم أمهاتهم أحراراً لأنياب مجموعة كل شيء قبيح لها منسوب ؟؟؟، مدفوعة ممَّن لا يعترف بأية قوانين ولا يحترم أي دين  المهم والأهم وأهم الأهم عنده ملأ جيوب .
...أحفاد قارون القرن الواحد والعشرين إن لم يعيدوا للمغاربة أرزاقهم ويتصالحون في توبة بينة مع عقيدتهم ويتحملون المسؤولية بجدية يلمسها الواقع أنها بإتباع ما يسمو بهذا الوطن لما يستحقه من اكتفاء ذاتي في كل المجالات وفق المطلوب ، فلينتظروا ما سيصدره الشعب في حقهم من قرار ستعتبره الإنسانية جمعاء بالصائب . إنه لقول متبوع بفعل جماعي سيُترجم بعون الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال والإكرام وليس باللعب ، وَعَهْدٌ بدموع  أرامل و يتامى حرب الصحراء، وعرق عبيد استخراج الفسفاط وحرمان مشردي مُلاَّكِ ذهب "طاطا" وأشلاء مناجم "جرادة" وآلام آلاف الضائعين غرقى قوارب الموت مكتوب.
...فإن كان الخطاب جامعا للحطب المُخصَّص لتدفئة "حراك" الحسيمة فليعلم قارؤه أن المغرب شمالا وجنوبا شرقا وغربا بما يسود فيه من عربدة الفاسدين  المسكوت على جرائمهم قد احترق ولا زال دخان أبعاده لعواصم دول "الفيتو" يجوب ، إذ نعلم أن النظام المغربي إن اشتد غضب الشعب سكن للترقيع ناشدا التهدئة بعدها مع نفس سياسة التهميش والإقصاء يذوب ، فالأحسن أن يضع الخطاب "الحسيمة" ومِن حَوْلِها "الريف" بكل مدنه وقراه نموذج عودة ملك لإصلاح حقيقي يمهد به أنه لا زال قادراً على تغيير ما يطالب الشعب بتغييره وفي المقدمة الحكومة الحالية التي انتهى عمرها الافتراضي سياسيا لتطوى صفحة التآمر على هذا الشعب المنصور بالله الذي أظهر بالمقاطعة الناجحة  أنه سيد نفسه متى أراد بأنجع أسلوب ، وليس بالماء على الرمال مسكوب .
في سياق المجهود المنتسب كالعادة للملك (في مجال السياسات الخارجية) تأتي القارة الإفريقية (في ذات الخطاب) محطة توقف لينطقَ بجمل مختارة (على قلتها) بدهاء  في التستر لينسلخ الموضوع ويظل الشكل يتراقص مع خيال المستمعين ربحا للوقت والهاءً للعامة ببيانات لا مجال لها لترقيع الجلباب بأكثر من خيط حتى لا تفقد كلية ميزة الإرتداء ، خاصة بهذه المناسبة التي قد يسترجع فيها نظام الحكم مكانته الأصلية ، أو يدشِّن توجهه للهاوية، مادام الأمر وصلت حقائقه ليس افريقيا وحسب بل شملت الجهات الأربع من حيث المنفعة المحددة في توسيع توزيع مواد قابلة للتداول المصرفي ، في شكل تعزيز إقامة شبكة بنكية تتنافس على جلب واستثمار ودائع مالية هامة افريقية محلية، تصبح عنق زجاجة للهيمنة على اقتصاديات بعض دول القارة المعنية ، بكيفية تقنية تساعد على تواجد مستمر كفاعل تنموي مَظْهَرِياً ، يقتنص فوائد مادية بموجب اتفاقات رسمية كغطاء قانوني جوهرياً ، مما يجعل الرابح من العملية ككل ، شركات معروفة قائمة في المغرب أو مستحدثة في أكثر من دولة افريقية أفرزتها الزيارة الملكية الشهيرة  المطولة للقارة نفسها ، التي لم يكن هدفها فقط العودة لعضوية الاتحاد الإفريقي قصد قطع الطريق الدبلوماسي على نجاح تقدم جبهة "البوليساريو" اتجاه فرض وجودها (فيما تدعيه) على الساحة السياسية الإفريقية ، بل لها ارتباط وثيق بتحركات ملك مهتم بترويج مبادراته الاقتصادية كرجل أعمال طموحاته عالية في كسب يليق بثروته الشخصية التي يحاول من تسعة عشرة سنة الوصول عن طريقها لأولى صفوف أغنى أغنياء العالم ،. لذا الاقتصادي الراغب دوما في الكسب المادي الغير محصور الاصفرار بعد الرقم المحترم الذي يسحبها خلفه وبالعملة الصعبة، صعب عليه التركيز في قضايا سياسية جد حساسة تتعلق بمصير قضية  المغرب( دولة وشعبا) الأولى ، المرتبطة أساسا بالوحدة الترابية وبقاء النظام المغربي نفسه ، لذا ارتُكِبت أخطاء فادحة من غير الميسور استدراك خسائرها المادية والمعنوية ، منها المخطَّط السري المعمول (ساعتها) لتجميد الحكومة الشرعية عن دواعي لا يليق أن تذكرها دولة في حجم المغرب الزاخر  بعلماء وفقهاء وعباقرة القانون كقانون لا يستحمل استخلاص اجتهادات تخص بعض فقرات فصوله لتتمشى على هوى قرارات فردية تُؤخذ دون الرجوع لذوي الاختصاص  حتى لا يتم رفضها جملة وتفصيلا ، بعدها تعيين  رئيس البرلمان بتلك الطريقة العجيبة الغريبة التي ضربت آخر مسمار على نعش الديمقراطية المغربية ليصبح الوطن رهبن تعليمات تُنَصِّبُ فيه مَن شاء صاحبها أو تقذف بمن شاءت للسجون بأحكام قاسية دون أن يرفع أصبعه بالاحتجاج أحد ، وكل ما وقع ، بما في ذلك موافقة البرلمان المغربي  على القانون الأساسي للإتحاد الإفريقي، كان مثار استغراب خبراء القانون الدولي و إقرار الكثير من سياسيي ومفكري الدول المتحضرة على جعل المغرب خارج نطاق الدول الراغبة في بناء سياسة حكمها خلال الألفية الثالثة على مسار ديمقراطي بمشاركة المغاربة أحزابا كانوا أو نقابات أو منظمات أو مجتمع متمدن مكيف مع متطلبات العصر القائمة على التمكن من الحقوق للقيام بالواجبات . (المقال القادم تحت عنوان : خطاب سفينة  بلا ركاب)

مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان
في سيدني _ استراليا

lunes, julio 23, 2018

الخطاب، سيبتعد عمَّا لذَّ وطاب

الخطاب، سيبتعد عمَّا لذَّ وطاب


تطوان : مصطفى منيغ
الجَوْهَرُ سيظل عَكسَ المُنْتَظَر، السَّطْحُ كلمات مُنَمَّقَة بها نفس اللسان لعشرين مرة عَبَّر،  كأنه بالجديد للمستقبل الأفضل عَبَر، يخال المنتبه له أن الآتي قبل نهايته مُعتبر، لكن المجموع سيكون مخيبا لجل التوقعات بل أمَرَّ من ذلك أو أكثر، المُحاطُ بالتقارير المغلوطة المضخَّمة بأرقام غير مضبوطة لن يُبَدِّلَ أو يتغيَّر ، بالأحرى إن كان رِبْح محيطه يزداد فما الحاجة إذن لسماع مَن إذا أنصفهم لذات المحيط خَسِر ، الحل المعتمد كائن لديه في القوة يكفي بمجرد اصغر إشارة، إسكات كل الاحتجاجات و في محاكمة واحدة معاقبة مَن تزعم المظاهرات أو بخروجها أمر.
الخطاب إن بقي في المغرب مَن يستمِعُ إليه خارج المجهودات المبذولة من طرف عمال الأقاليم بواسطة أعوان السلطة والقُواد ورؤساء الدوائر والباشاوات الضاغطين على السكان لحضور حفلات الاستماع المقامة بكؤوس الشاي والحلويات سيكون خلال هذا اليوم والملك يخلد ذكرى جلوسه على كرس الحكم المطلق في هذا البلد  ثم بعد دقائق يطاله النسيان ،  ولن يتوقف زمن الزمان ، على إصلاح ما فسد في عموم الوطن ، ليؤرخ أن إدراك ما فات حلَّ في مثل الابان ، بعزيمة ملك اختار الرجوع لخدمة الشعب وتبرئة نفسه من "قلة" رهبان ، كادت إلحاق الجميع بكارثة سيتردد هولها (لو حدثت) على كل لسان ، أينما استقر فوق البسيطة إنسان .
 المستثمر لن يُفَرِّطَ في مجموعة مستثمرين مثله أو أقل من ذلك بكثير يفضلون التعامل (ولو غير المباشر) مع آلياته النافذة لضمان تصريف المنتوجات وحصد الربح الوفير بدل إتباع المسالك القانونية المطبقة بوجود حكومة لها مفعولها الدستوري وإرادة مستمدة من اختيار الشعب لها أولا وأخيرا ، لذا المقاطعة لم تهدف لتكسير شوكة "الثلاثي" المعروف بل الوصول لراعيهم وتنبيهه أن المعلومات الصحيحة أصبحت مباحة تتوارد من موريتانيا ودول معينة افريقية ورأس الحربة في الموضوع فرنسا ، تتوافد بنظام وانتظام على عقلاء لا زال أصحابها متمسكين بحكمة الصبر كي يستيقظ من استحلى السبات وتركها مباحة للنهب والتسيب وإلحاق كل أنواع الضرر بالشعب المغربي الذي لا يستحق لعظمته مثل هذه الحالة التي وصل إليها أعزَّ ما يملك المغرب .
لو كانت الحكومة قوية لا تخشى في الحق لومة لائم لما واجهت الشعب بسلسلة من الشتائم بعيدة كل البعد عن مقامها التنفيذي الإداري المدني الرفيع ، وبدل أن تعالج المقاطعة باحترام خيارات الشعب المغربي ، تبنت الدفاع عن مصالح مستثمرين بكيفية لم تترك أدنى شك أنها بمثابة خاتم من قصدير في أصبع مكلف بتبليغها التعليمات لتنفذ دون أن تتنفس ، وهذا نفسه يعد مدخلا أن شأن المقاطعة لن يتناوله الخطاب أن كان الملك لا زال مواصلا حمايته لبعض الجهات المرفوض بقاؤها (على ما تهواه من استغلال مفرط لخيرات البلاد) من طرف الشعب ( والى المقال التالي بعنوان: الخطاب ، سيعجِّل بالأسباب )  
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان

 في سيدني _ استراليا

sábado, mayo 19, 2018

في تطوان ما سيكون أصبح كان

في تطوان ما سيكون أصبح كان
المغرب / مصطفى منيغ

عَكْسَ ما يَنْظُُرُ البعض تَرانِي مُبْصراًً، أن رَدَّ الجميل لم يكن لمجهود تطوان مُقَدِّراًً، أيام الاستعمار كان بين يديها ما اعتُبِر مصيراً، الحفاظ على الشمال ليلتحم مع الجنوب ردحاً من الزمان لم يكن قصيراًً ، ما شَكَّكَ أهاليها فيما اتخذوه في قلوبهم سراً أسيراً ، أَنْ يسترجع السلطان الشرعي أمانة نفوذه كاملاً متى دَقّت ساعة الخلاص ورحل المحتلّ مدحوراًً، قمة التمدن تجلَّت في إدراك حجم تيك الأمانة عملاً جليلاً مبرورًا، نابعا من ضمائر أحرار وحرائر خَطُّهُم بالفطنة أصيل متحرِّك عن ذاته وليس بالتَّخَيُّلِ والسراب مجرورًا، كل شبر فيه تربية يتلوها تَمَسُّك بالوطنية وبعدها المواجهة الصارمة الند للند مع المُحتل إن كان التنافس على إبقاء المغرب موحداً في وجدان "التطوانيين" منحوتاً إن لم نقل (لتقريب عمق المعنى) محفوراً، عَلَّمَ الحاكِمُ الإسباني أذنابه ما يُيَسِّر بواسطتهم الاستقرار (ومَن يمثلهم في الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط) الأبدي في "تطوان"  ونسي تعليم نفسه الحكمة القائلة أن الخائن وطنه مرة قادر على خيانة أوطان الغير مرات مهما عاش ثرياًً يُنْهِي  حياته نادماً مقهوراًً، ليس هناك مقلد لتطوان حينما طُُرِحَ عليها ما لا يتكرر مرتين في الزمان فأظهرت (والمرحلة أفرغتها الانتكاسة من وسائل المقاومة أو الدفاع عن النفس) ما أصبحت به عَلََماًً في الوفاء ونموذجا في الإخلاص ودرسا لن تنساه اسبانيا ما عمَّرت ومِن لحظتها تيقنت أنها عائدة لشبه جزيرتها أكان الأمد سويعات أو دهراً.
... المقصود واضح من جزاء غير متوقع اتخذ طريقه في التنفيذ منذ عقود ليؤثر في الجذور وليس السطح حتى مَتَمّ إفراغ "تطوان" من مقوماتها والتحول بها إلى مقام عادي لا يختلف عن أي مكان يحيا شهورا قلائل في السنة نصفها يتسوَّل بالطرق الحديثة ضماناً لبقائه لا أقل ولا أكثر نردد هذا بلسان كان وسيظل فصيحا ، الحصاد لم ولن يوفر المنتوج النقي المطلوب ما دام المزروع منذ الحرث السابق لأوانه عن تخطيط مبيَّت معشوش موقفنا منه كتعبيرنا عنه كان وسيبقى صريحا، حتى النكهة في المنطوق التطواني في طريقها إلى الانقراض  ومهما عمَّر جسد صاحبها لازمه شيء صامِتُ عليهِ كان به مجروحاً. "تطوان" بقيت مساحة من بين ما يعرف حدودها الترابي بدقة متناهية لصغرها عامل (محافظ) عمالة (محافظة) "تطوان" ، لا تفيد حتى الجيران . ليصبح الانغلاق سمة المرحلة المزركشة داخليا بصيانة الطرقات وتلميع الجدران وتحسين سريان الماء الحار في القنوات وما عدا ذلك ليشرب من البحر من ضاق من معاملات  تعتمد  سياسة الجلباب المنمق ، الحاجب تحته الهندام الممزق ، ترى لابسها يضحك وما بداخله يبكي حدوث احتراق،  الغير يسميها سياسة القرب أما بالنسبة لنا ستكون كذلك في "تطوان" لو طُبِّقت على الأحمق ، أما العاقل فله تفسير لا يتمشَّي وما تريده من تفتيت المُفَتَّتِ حتى الوصول لنسبة أُفْلِتَت بأعجوبة ممَّا لسواها سَحَق ، ترسيخاً للتزاحم في أسواق ، مباحة عنوة في الهواء الطلق ، مغيَّبة في محيطها الأخلاق ، بغض الطرف عمن لعرق الكادحين علانية سَرَق . بدءا من "باب سبتة" إلى أي زقاق، مهدد بالغضب بعد نزيف صبر العائدين إليه من هناك ملوحين بإغراق مَن دفعهم للغرق .
سياسة القرب على مثل الشاكلة قصدت "تطوان"، للضحك على الأذقان، ولتتخطَّى حدود مانعة الاطلاع بالمباشر على خصوصيات الخاصة ، من أضيق منصة ، مزدحمة بمن أوجدتهم فيها بالانتخاب الفرصة ، لضبط ما بين الاجتماع والاجتماع باجتماع لتدارس سبل الإقلاع ، ربما عن شرب الدخان ، علما أن تطوان ، ما سيكون فيها قد كان.(يتبع)

مصطفى منيغ
Mustapha Mounirh
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا
الكاتب العام الوطني لنقابة الأمل المغربية
مدير نشر ورئيس تحرير جريد السياسي العربي