miércoles, diciembre 11, 2019

كارمين مستغربة إهمال المعنيين

كارمين مستغربة إهمال المعنيين
برشلونة / مصطفى منيغ
المرأة نعمة متى كانت واعية، وأحسن من ذلك إن كانت بتعليمها في مرتبة عالية، والأفضل ممَّا سبق إن كانت من الجامعة تخرَّجت عالمة في تخَصُّصِها مثالية. كارمين عزَّزَت كل ذلك بمنصب سياسي رأي حزبها أنها تستحقه بل ستُبدع داخله بما يؤهلها لتكون صمن طليعة صفوف مناضليه في السنوات القليلة القادمة ، انعكسَت كفاءتها من خلال اندماجها مع أي موقف أُقْحِمَت فيه بالصدفة أو كانت لسببٍ نابعٍ من تلقاء نفسها لتخرجَ منه مستفيدة استفادة كاملة. تُتقن المناورة السياسية بشكل لطيف تتظاهر خلاله بتواضعٍ فكري حتى يفرغَ الآخر أقصى ما عنده، ثم تسحبه رويدا رويدا ليعترف بنجاحها ، مهما كان الموضوع يؤدي لتغيير الاساليب القديمة الى أخرى بديله ، هدفها الأقوَى خدمة الإنسان حفاظاً على مورد رزقه  وكرامته واستقراره ومواطنته وأمنه وحريته وصحته وتعليمه بكيفية دائمة . تعيشُ حياتها طولاً وعرضاً بما تراهُ مناسباً لقناعتها، دون توجُّه من أحد أو الرضوخ لأي عامل مهما انتسب لوسطها العام أو الخاص، محافظة على شرفها بمسؤولية وارادة مرتبطة بضمير يؤيدها، مستقيمة التصرف بتحمل أكيد لخلفيات نتائجه عكس ما يَعتقد البعض، غير معتمدة لا على جمالها كأنثى ناضجة ، ولا على أناقة مظهرها، ولكن على احترام نفسها مِحْوَراً لاحترام الغير لها ، عالَمية التوجُّه دون تخلي عن هويتها "كَكَتَلُونِيَة" أصيلة لغة وثقافة وتقاليد وأعراف .
... ونحن في مدينة ّمَرْتِيلْ" المغربية للاستجمام والراحة، والأهم من ذلك الابتعاد عن صخب وضجيج مدينة كبري "كبرشلونة" ، وبعد سماع زوجة شقيقي لما صرَّحَت به "السيدة" معتقدة أن أسرتي لا تتقنُ في مجملها اللغة الاسبانية وهي تتساءل بصوت عالي  عن موقعها في مكانة هذا الجو الذي لم تؤنسه من قبل ، قَرَّرتُ أن أبقيها بضع أيام وسط ذاك الجو، لتعلم أنه لا يختلف كثيراً عن الأجواء العائلية المحافظة الاسبانية ، وخاصة في هذا الجزء المُحتَّل كان من لدن اسبانيا ، لم تقبل أول الأمر معتبرة أن رغبتي في الانفراد بكارمين مَن أوحَى لي بالفكرة ، لكنها تناست الفاعل وقد أخبرتها أنني ارغب في زيارة مدينة "القصر الكبير" ومرافقتي لذاك المكان يمثلُ خطورة وخيمة العواقب عليها، بسبب إقامة والدتها هناك، وإفراد عائلتها غير الآدميين .
أخبرتُ شقيقي أنني متوجه و كارمين صوب مدينتي العرائش فالقصر الكبير ، تاركا "السيدة"في رعاية زوجته ريثما نعود بعد يومين أو ثلاث .
... فارحة فرحا لم أعهده من قبل يرسم على محياها هالة من ضياء حماس الشباب وإقباله الأقوى للتعاطي مع سُنَّة الحياة المتمتع صاحبها بالحرية المسؤولة يفعل بها ما يشاء عقله إرضاء لرغبات القلب وإنصافاً لميولات الضمير ،  ولَمَّا أحَسَّت بانتباهي الشديد لِما يَغْمرُ نفسيتها تلك اللحظة، قذفتني بسؤال أعادتني به لماضي أردتُ نسيانه بكل ما استعملت ولم أفلح ، وفي أعز لحظة انشراح ومرح تأتيني هذه المخلوقة العجيبة المُدْرِكَة أقلّ الثواني لتستخرج مني مكنونات أسراري الكبرى الجد الخاصة بي ، التي لا أريد مقاسمتها مع أحد لتتسرَّب لأضيق مساحة يحسبُ حبها الشديد لشخصي وقد أصبحت هي الأخرى رهن إشارتها.  سألتني إن كانت حبي الأول أم سبقتها فتاة أخرى لذاك، الصمت عن الكلام في مثل الموقف عن ذات الموضوع ارحم بالنسبة إليَّ إن رَغبتُ في إبعاد المرأة التي أحبتني بكل خليَّة في جسدها عن ذِكْرَى ، لا خشية إبعادها عني ، ولكن لعدم جرح مشاعرها ، ولما طال صمتي فهِمَت أنني أفضل عدم الخوض في تفاصيل ليس الأوان أوان استبدالها بما نحن ملزمين بانتباه شديد لمراقبة الطريق السيَّار المَحروم من الصيانة فتُرِكً كما شُيِّد أيام الاستعمار الاسباني، بالإضافة إلى التفكير في مواصلة الرحلة لغاية "القصر الكبير" أم الاكتفاء بالمكوث في "العرائش" التي لها في ذاكرتي حَيِّزاً لا يُستهان به من ذكريات احتاج لمجلد كي أدوِّن مجملها . كارمين سريعة الفهم إذ قَنِعَت بصحبتي بعيدة عن "السيدة" التي تركناها في "مرتيل" وسط دفء عائلة كريمة ستعتني بها عناية تنسيها حتَّى العودة لوطنها اسبانيا.
بعد قطع 105كيلومتر انطلاقا من تطوان نصل العرائش القائمة على ساحل المحيط الأطلسي ، في المدخل تقابلنا على يمين الطريق المُعبَّد الرئيسي أطلال مدينة "لِيكْسُوسْ" المُؤسسة على يد الفنيقيين القدامى المستوطنة بعدهم من طرف القرطجانيين ثم الرومان ، مقامة على ربوة تطل على نهر "لوكوس" قبل مصبِّه في المحيط الأطلسيي . وكلما توغلنا في المدينة ازدادت حيرتنا من حجم الإهمال الذي تعاني منه لؤلؤة الأطلسي ، كأن المقصود من طرف مسؤولي  البلدية والسلطة التنفيذية (في تلك المرحلة) الاكتفاء بضمان مستقبلهم وليس مستقبل مدينة مغضوب عليها غضباً شمل مدن وقرى منطقة الشمال باستثناء "طنجة" التي لازالت محتفظة (رغم استقلال المغرب) بالرعاية الدولية وبخاصة من طرف "الانجليز" . حتى كارمين استغربت حجم الإهمال المفرط الصادر كتصرف غير لائق من طرف المعنيين التنفيذيين المحليين كالمركزيين لأسباب الواجب ذكرها بما تستحق من تفاصيل.(يتبع).
مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

domingo, diciembre 01, 2019

بدون صَدَاق المُهم أن تتزوج العراق

بدون صَدَاق المُهم أن تتزوج العراق

                                                                                 

برشلونة : مصطفى منيغ


الظاهر أن الحاكم بأمره والآخرين قبل الأوَّلين الخامنئي فشل في تحقيق عَقْدِ قِران السيدة إيران بالسيد العراق ، ولو بغير صداق ، لكن الأخير شَهَرَ مُسْبَقاً  أمام إصراره قرار الطلاق ، لاستحالة حدوث ما يتطلَّب الموضوع من اتفاق ، لمعرفة ما قد يحصل على ضوء ما سبق ، عندما حلَّت نفس السيدة موشح رأسها بالسواد في زيارة لجنوب لبنان المبتدئة بالمجاملة المبطنة من الداخل بالنفاق،لتنتهي بترك الوشاح يسوّد باقي هندام مَن استبدلوا طربوش الرفاق ،  بعباءة شيعة مِن أجل حفنة أرزاق ، تنامت بعامل توسيع عمالة لا صلة لها بحب الوطن أو ما شابهها من حميد أخلاق، بل بما يأمُرُهُم به ساكِن مدينة "قم" المُفَسَّر بأكبر انزِلاق،  أدَّى بتتابع الوقائع والأحداث لما تعانيه تلك الدولة اللبنانية من مخاطر الانشقاق ، المُؤُجَّلة ريثما تُعيد تيك السيدة نفس التجربة بأسلوب شيطاني آخَر سطحه عِشق العراق أكثر من أي عُشَّاق ، وجوهره ما بسببها هذه الأيام يقع من تنكيل بالمتظاهرين المصممين أن يكون العراق كما كان للعراقيين وهم بالملايين وليس لجماعة سُرَّاق .
لإيران عالم خاص بها تركه الفُرْس ليكفيها ويزيد ، فلما اللَّهفة على عوالم لا عمرو لها فيها ولا زَيد ،إن لم تكن باحثة عن تقزيمها من جديد ، لتعلم أن الدين محبة يعتنقه بالحُسنى مَن يريد ، وليس المُجبر بالتهديد ، هكذا الإسلام الحق وليس المشتق منه ما يناسب عابد ، منتسب لصاحب مصلحة دنيوية مجتهد ، الفرق شاسع والعقل حاكم والضمير ليس بعنيد ، والحرية لا تتم بالحرية  بل باحترام المسؤولية المفقودة لدى ايران اتجاه من لإبعادها عته يريد ،لأسباب تاريخية مأخوذة كمعيار لعدم ثقة العراق بمن يأتي منها يُحزن أو يُسعد ، فكان عليها أن تجلب الاحترام بتخليص نفسها من رغبة الهيمنة مازجة ما تتعبَّد به بطموحاتها السياسية التي ما أن وصلت بلداً إلا وزرعت داخله الفتنه والكل متجه نفس القِبلة من قريب أو بعيد ، تَعْلم أنها منبوذة مع استثناءات قليلة والحل بسيط أن رغبت لاستقرارها تعيد ، انسحابها من جنوب لبنان ومن أجزاء في اليمن وبالتالي ترك العراق لأبنائه ما طلعت عليهم الشمس وما زَيَّنَ الشَّفَق سماءهم باللون الأرجواني فَأْل الراحة بعد مواقف الثورة المضحية بأعز ثلاثمائة شهيد.

مصطفى منيغ