الخميس 23 مارس / آذار 2017
هاجمت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية قوات نظام بشار الأسد، موجهة لها انتقادات لاذعة، لم تخلو من التأكيد مرارا على أن الأسد بدون روسيا والميليشيات اللبنانية والإيرانية، لا يمكنه فعل شيء لصد هجوم قوات المعارضة السورية الواسع على العاصمة دمشق.
ونشرت الصحيفة مقالاً ترجمه للعربية موقع "روسيا اليوم"، ونشره اليوم الخميس، وأقرت الصحيفة المعروفة في روسيا بالهجوم العنيف لدى قوات المعارضة، الذي بدأ يوم الأحد الفائت 19 مارس/ آذار 2017 والمستمر حتى اليوم.
وتشير الصحيفة إلى أن قوات المعارضة استخدمت في هجومها أنفاقاً جرى إعدادها مسبقاً، وتمكنت من خلالها زرع عبوات ناسفة ضخمة، مباشرة بالقرب من مواقع قوات النظام، فضلاً عن استخدامها للسيارات المفخخة خلال هجومها على مواقع تلك القوات.
وأكدت الصحيفة ما ذكرته وسائل إعلام المعارضة وكذبه النظام مراراً، وقالت إن قوات "الحرس الجمهوري صمدوا في مواقعهم رغم الخسائر الفادحة التي تكبدوها"، ويأتي ذلك تكذيباً من قبل روسيا للنظام الذي نفى حجم الخسائر الكبيرة لقواته خلال المعارك الدائرة بدمشق على جبهات جوبر وكراجات العباسيين وسط العاصمة.
وهاجمت الصحيفة بشكل مباشر أجهزة مخابرات النظام وضباطه وقواته، وقالت: "ليس مفهوماً ماذا كانت تفعل وحدات الاستطلاع والاستخبارات العسكرية، ولماذا تمكنت أعداد كبيرة من التشكيلات المسلحة ومع آلياتها التسلل والتقدم إلى العاصمة؟ لماذا تبين وجود أنفاق في دمشق تم إعدادها مسبقا من قبل المسلحين، وعلى ما يبدو كانت أنفاقا كبيرة؟".
ودافعت الصحيفة عن الخبراء العسكريين الروس الذي يساندون قوات النظام، لتلقي الاتهامات والتأنيب على قوات النظام، مشيرةً إلى تكاسل ينتاب صفوف تلك القوات بقولها: "هذه الحقائق المورَدة يصعب أن نحمِّل المسؤولية عنها للخبراء العسكريين الروس، الذين يؤكد بعض منهم أن عدم رغبة السوريين (قوات النظام) في التحرك على وجه السرعة، والمصحوب دائما بكلمة بُكْرة (غدا) يستحيل التغلب عليه؛ ما يجعل إجراء استطلاع شامل للكشف عن الأنفاق – ضربا من الخيال".
انزعاج من قوات النظام
وأقرت الصحيفة بشكل واضح هروب قوات النظام من مواقعهم خلال المعارك والمواجهات، كما قالت إن ضباط النظام يفهمون بصعوبة بالغة معنى الانضباط العسكرية وضرورة تنفيذ المهمات القتالية.
وتؤكد الصحيفة الروسية في قولها هذا، ما قالته المعارضة في الساعات الأولى من المواجهات بدمشق، عن هروب لقوات النظام وتركها لمواقع القتال خوفاً على حياتها.
وفيما بدا أن الصحيفة الروسية تذكر الأسد بـ"أفضال" موسكو عليه، قالت "يجيب القول هنا إن مجموعة من الخبراء والمستشارين العسكريين الروس في سوريا تعمل على جميع مستويات البنية العامة للقوات المسلحة – وفي مقرات قيادة الأركان، وفي إدارات الإمدادات ومع القوات العسكرية على الأرض".
وفي ذات السياق، أكدت الصحيفة أن تصدي قوات النظام للهجوم حدث "من دون شك بفضل الدور الذي لعبه هنا المستشارون العسكريون الروس. إذ إن الجنرالات السوريين ليسوا قادرين على اتخاذ القرارات بأنفسهم في الظروف التي تتطلب التغيير الحاسم في الوضع الناشئ. ولكن النجاح، الذي أحرزه السوريون على أرض المعركة هذه المرة، مدينون به على الأرجح لمقاتلي الشركات العسكرية الخاصة الروسية". حسب قولها.
وشددت الصحيفة الروسية على أن لولا تدخل روسيا لجانب الأسد، لكان الأخير بحاجة إلى شهر آخر لصد هجوم قوات المعارضة التي شقت طريقها إلى دمشق. مشيرةً أن قوات النظام تفتقد للمناورات التكتيكية لمواجهة "العدو"، حسب وصفها.
وختمت الصحيفة مقالها بالقول: "بطبيعة الحال، وإلى حد كبير، يقع عبء العمليات العسكرية على كاهل الحلفاء الآخرين للجيش العربي السوري من اللبنانيين والإيرانيين. ولكن يبقى الجنود الروس - الأكثر فعالية في العمليات القتالية في سوريا ، ( وعلى جميع المستويات – من التخطيط، الإدارة والإمداد وصولا الى النشاط القتالي للقوات)"، حسب قولها.
No hay comentarios:
Publicar un comentario